رغم فوزه بلقب أفضل حارس مرمي في بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم
ونجاحه مع الأهلي ومنتخب مصر علي مدار سنوات طويلة حقق فيها العديد من
الإنجازات والبطولات ونال فيها العديد أيضا من الجوائز الشخصية كان اهتزاز
مرمي الحضري أربع مرات في أربع مباريات بالبطولة الإفريقية الحالية مثار
بعض التساؤلات حول مستواه في البطولة الحالية.
ولأن الفريق علي وشك خوض مواجهة من العيار الثقيل أمام أفيال كوت
ديفوار التي هزت شباك منافسيها 13 مرة في أربع مباريات أيضا التقت
"الجمهورية" مع أحمد سليمان مدرب حراس مرمي منتخبنا الوطني للإجابة علي
العديد من الاستفسارات حول مستوي الحضري ودار معه هذا الحوار بعد انتهاء
مباراة منتخبنا مع نظيره الأنجولي في الدور الثاني "دور الستة عشر"
للبطولة الحالية:
** ما هو تقييمك العام لمستوي الحضري في البطولة الحالية؟
مستوي الحضري جيد للغاية ويسير بخطي ثابتة ويتطور من مباراة لأخري أو
بمعني أصح "بيسخن" مع توالي المباريات ويعتبر صمام أمان للمنتخب مثلما كان
لسنوات طويلة ماضية.
** ما رأيك في الأهداف الأربعة التي دخلت مرماه حتي الآن؟
الأهداف الأربعة كانت منها ضربة جزاء وإذا تم استثناء هذه الضربة
يكون مرمي الحضري قد اهتز ثلاث مرات في أربع مباريات أي بمعدل ثلاثة أرباع
هدف في المباراة الواحدة ومن ثم فإنه معدل لا يثير الازعاج علي الاطلاق
مقارنة بمستوي الفرق التي قابلها المنتخب حيث اهتزت شباك الحضري مرتين في
مباراة مفتوحة أمام المنتخب الكاميروني أحدهما ضربة جزاء ومرة واحدة أمام
المنتخب الزامبي ورابعة أمام المنتخب الأنجولي العنيد.
** هل تري أن الحضري يقوم بدوره علي أكمل وجه؟
الحضري يقوم بدوره جيداً بالفعل ويلعب نفس الدور الذي لعبه في
البطولة الماضية عندما ساهم بشكل كبير في فوز المنتخب باللقب الإفريقي عام
2006 في مصر وقد يفوز بلقب أفضل لاعب في البطولة الحالية مثلما فاز في
سابقتها.
** أين تري الحضري بين حراس البطولة الحالية؟
بصراحة.. أراه في المقدمة.. وعلي مدار المباريات التي أقيمت حتي الآن في هذه البطولة لم أر حارساً يتفوق علي الحضري.
** هل تدافع عنه لأنك مدربه؟
لو كان سيئاً ودافعت عنه لكان الضرر لي في المقام الأول فلن أخدع نفسي.. كما أن النتائج والأداء يتحدثان دائماً.
** وماذا عن الهدف الذي دخل شباكه في مباراة زامبيا؟
الكل رأي أن الكرة صوبت عليه من مسافة قريبة للغاية وقد حاول الحضري
بالفعل الإمساك بها لكن قوتها والمسافة القريبة التي سددت منها جعلت مهمته
صعبة.
** وما تفسيرك للهدف الذي هز شباكه في مباراة أنجولا؟
الكرة كانت قوية للغاية وغير متوقعة علي الإطلاق وكان يجب علي الدفاع
عدم ترك الفرصة لمانوتشو الخطير ليسدد دون إزعاج وقد حاول معها الحضري
أيضا لكنها كانت أسرع وأقوي من رد الفعل.
** بماذا تفسر مثل هذه الأهداف وكثرة الأهداف التي شهدتها البطولة الحالية؟
الكرة الجديدة التي تستخدم في هذه البطولة والتي يطلق عليها اسم
"واوا آبا" أقل وزناً من الكرات الأخري ولذلك فإنها أكثر سرعة ومواصفاتها
الفنية تجعلها تغير اتجاهها أحياناً ولذلك تشهد البطولة أعلي نسبة تهديف
في البطولات الإفريقية.
** ألا يدرك الاتحادان الدولي "فيفا" والإفريقي "كاف" ذلك؟
يدركان بالتأكيد.. ولكن كلاً منهما يرغب في ارتفاع نسبة التهديف
لتتضاعف الإثارة في المباريات. وهي ليست المرة الأولي التي تؤدي فيها
التطويرات في اللعبة إلي زيادة الضغوط علي حراس المرمي فقد سبق ذلك تطبيق
قانون عدم الاحتفاظ بالكرة أكثر من ست ثوان وعدم التقدم بها وهي في يد
الحارس ست خطوات وكذلك عدم إمكانية الإمساك بالكرة إذا أعادها المدافع إلي
حارسه وجميعها عوامل قد تساهم في زيادة جمال وسرعة الأداء ولكنها في نفس
الوقت تضاعف الضغوط علي حراس المرمي.
** وما هو العلاج الذي اتبعته للتغلب علي مشكلة الكرة الجديدة؟
لم نتسلم الكرة الجديدة أو نلعب بها إلا قبل خوض فعاليات البطولة
بثلاثة أيام فقط ولكننا بدأنا في إجراء تدريبات مكثفة للتعود عليها
واكتساب الحساسية مع هذه الكرة مثل تدريب الحراس وهم معصبو العينين وقد
رأي البعض في البداية أنها فقرة ترفيهية لكنها بالفعل تدريبات جدية لسرعة
التعود علي هذه الكرة.
** بخلاف الحضري.. من تراهم أفضل الحراس في البطولة الحالية؟
أعجبني في هذه البطولة حراس مرمي كل من تونس وكوت ديفوار وغانا ونيجيريا.
** ما هو السر في تردد الحضري في الخروج لالتقاط بعض الكرات العرضية؟
ليس تردداً وإنما لوجود ليبرو وكثافة عددية من المدافعين أمام منطقة
الجزاء يكون الحضري مكلفاً بأمور أخري مع ترك الكرات العرضية للتغطية
الدفاعية خاصة مع وجود زحام داخل منطقة الجزاء قد يعوق وصوله إلي الكرة.
** ماذا كانت تعليماتك للحضري قبل مباراة المنتخب مع أنجولا؟
تعليمات بسيطة يتعلق معظمها بسرعة الكرة وكيفية التعامل مع بعض المواقف.
** وما هي تنبيهاتك عليه قبل مواجهة الهجوم الإيفواري الشرس؟
سيكون ذلك خلال تدريبات الفريق اليوم الأربعاء وبعد مشاهدة تسجيل
لمباريات المنتخب الإيفواري في البطولة وطريقة لعب مهاجميه للتعرف علي
كيفية تعامل الحضري مع كل المواقف علماً بأن ذلك يتم بالنسبة للحراس
الثلاثة حيث يتم توجيه كل من محمد عبدالمنصف ومحمد صبحي بنفس الطريقة
لأنهم يتدربون جميعاً سوياً ويمثلون نفس الأهمية للمنتخب لأن مشاركة أحد
الحراس لا تنفي تألق الحارسين الآخرين.
** هل تخشي أو يخشي حراس منتخبنا قوة الهجوم الإيفواري بعد أهدافه الخمسة في شباك غينيا؟
الحذر مطلوب وهو لا يعني الخوف حيث يجب علي جميع حراس المرمي توخي
الحذر مع جميع المهاجمين خاصة في بطولة كبيرة مثل كأس الأمم الإفريقية
وكذلك في مواجهة فرق صعبة وعنيدة مثل كوت ديفوار وغيرها.
** بعد سنوات طويلة من تألق الحضري ألا تجد من يستطيع أن يحل مكانه في حراسة مرمي المنتخب؟
هناك حارسان آخران معه في الفريق "عبدالمنصف وصبحي" ولكن المشكلة
تكمن في الدوري المصري الذي يفتقد لوجود العديد من حراس المرمي الأكفاء
وبالتالي تضيق دائماً دائرة الاختيار للمنتخب حيث يظل الحضري هو الأفضل
نظراً لمشاركاته العديدة مع الأهلي في البطولات الإفريقية وهو ما يعطيه
خبرة كبيرة للاحتكاك بمدارس متنوعة بالإضافة إلي حساسية المباريات والتغلب
علي رهبتها.. ولو اقتصرت مشاركة الحضري علي الدوري المصري لاختلف الحال
ففي الدوري لا تحرص معظم الفرق علي مهاجمة مرمي الأهلي وبالتالي يخرج
الحضري أحياناً من بعض المباريات بلا اختبار وهو ما جعلنا نقسو عليه في
التدريبات قبل بداية البطولة الحالية بعد أن كانت المنافسة الشرسة بين
الحضري وعبدالواحد السيد قبل البطولة الماضية مكسباً كبيراً للمنتخب.
** إلي متي يستطيع الحضري أن يحرس عرين الفراعنة بكفاءة؟
حراسة المرمي من المراكز التي تحتاج دائماً إلي الخبرة وكلما كبر
الحارس في السن وظل قادراً علي الأداء الجيد تزداد خبرته ويتضاعف تألقه