كثيرون يرون فيها النهائي المبكر لكأس
الامم الأفريقية لكرة القدم رقم26 التي يسدل الستار عليها بعد أيام,
ليس لانها بين البطل ووصيفه فقط, ولكن للعروض والنتائج التي حققها
الفريقان منذ وصولهما إلي غانا.. وعندما يلتقي منتخبنا الوطني مع نظيره
في كوت ديفوار في الدور قبل النهائي ء في الثامنة والنصف مساء اليوم
العاشرة والنصف بتوقيت القاهرة علي ستاد بابا يارا في مدينة كوماسي فهو
صدام من نوع خاص فرضه صراع الفريقين في السنوات الأخيرة التي تبدلت فيه
الكراسي, مابين انتصار هنا وانكسار هناك حتي أن البعض لم يتردد في أن
يعلن علي الملأ أن الفائز من الفراعنة والأفيال هو الأقرب إلي الفوز
باللقب وإذا كان المنتخب الوطني قد تمني لقاء انجولا في دور الثمانية
وتحقق له ما أراد, فإن ذلك الأمر لم يعد متاحا في المربع الذهبي لأن من
يفضل اللعب مع الكاميرون وغانا اشبه بمن يستجير من الرمضاء بالنار!
فلم
تكن هناك مفاجآت في هذه البطولة, وفرض الكبار سلطانهم وسطوتهم وحجزوا
أماكنهم في دور الثمانية, وسمحوا لبعض القوي الصغري بالتواجد لساعات حتي
تم الإطاحة بها في اقرب فرصة ليخلو لهم دور الأربعة الذي يشهد حربا للكبار
بمعني الكلمة, فالمباراة الاولي بين فريقين من القوي العظمي في عالم كرة
القدم بالقارة السمراء تحملان اللقب القاري أربع مرات وتطمعان في معادلة
الرقم المصري وهو خمس مرات, ولكن هذا الامل أصبح مقصورا علي فريق واحد
فقط منهما, إذ لابد أن يتنازل أحدهما عن هذا الهدف في هذه الدورة ويؤجل
حلمه الي بطولة انجولا2010.. والمباراة الثانية بين حامل اللقب والباحث
عنه منذ عامين ولكن عاد من القاهرة بدونه في إطار صراع شامل بين الفريقين
بدأ يظهر في تصفيات كأس العالم التي اقيمت بالمانيا عام2006 حيث خسر
منتخبنا تلك الجولة بالهزيمة2/1 في الإسكندرية وصفر/2 في أبيدجان!
وجاء
يوم الخلاص ورد الاعتبار وكان الموعد في القاهرة, وبالتحديد في النسخة
رقم25 عندما نجحنا في أن نفوز1/3 في ختام مباريات الدور الأول, وإن
كان الفريقان قد صعدا معا الي دور الثمانية وواصلا المشوار حتي التقيا علي
نفس الملعب? ستاد القاهرة- في المباراة النهائية واستطاع فريقنا أن
يفوز بالكأس بعد حسم الصراع بركلات الترجيح من نقطة الجزاء لانتهاء
الوقتين الاصلي والإضافي بالتعادل السلبي, وبعدها التقي الفريقان في
مباراة ودية لم يفز فيها أحد!
ومن حسن طالع المنتخب الوطني أنه
التقي الأفيال في أخر ثلاث بطولات فاز بها, ففي بطولة1986 التقاه في
الدور الاول وفاز بهدفين للاشيء سجلهما شوقي غريب- المدرب العام
الحالي- وجمال عبد الحميد وهو الفوز الذي أعاد الحياة للفراعنة والبطولة
بعد مفاجأة الهزيمة من السنغال في مباراة الافتتاح.. وفي بطولة1998 في
بور كينافاسو تقابل الفريقان في دور الثمانية وانتهي الوقتان الاصلي
والاضافي بالتعادل السلبي وحسمنا الامر لصالحنا بركلات الترجيح من نقطة
الجزاء, ولعل هذه الذي دفع حسن شحاتة المدير الفني للتركيز علي تسديد
الركلات في التدريبات فربما تكون تميمة الحظ بالنسبة لنا بعد أحداث
المباراة النهائية لبطولة مصر2006
المواجهة علي الورق,
وبحسابات النجوم والعدة والعتاد وأرقام الإحتراف واسماء الاندية ومدي
المشاركة في المباريات الاوروبية ليست في صالحنا علي الاطلاق لاننا أمام
كتيبة افريقية تقيم إقامة كاملة في القارة الأوروبية وتلعب ياسم أكبر
الأندية, ولكن التاريخ ينصفنا, والماضي يدفعنا للامام فنحن أصحاب
الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة, بينما الفريق الإيفواري
المرعب لم ينل الشرف الكبير إلا مرة واحدة في السنغال عام1992 ومن
المفارقات أن منتخبنا عجز في هذه البطولة عن تسجيل ولو هدف وحيد وخرج من
الدور الأول بعد هزيمتين قاسيتين أمام غانا وزامبيا!
لم يقف احد
في طريق المنتخب الإيفواري الذي استطاع أن يتصدر المجموعة الثانية بالفوز
في المباريات الثلاث علي نيجيريا ومالي وبنين, وفي دور الثمانية لم
تاخذه شفقة أو رحمة بالفريق الغيني وهزمه بالخمسة, وجلس لينتظر منتخب
مصر,, الذي ضرب ضربته في المباراة الأولي له في البطولة وهزم
الكاميرون2/4 قبل ان يتجاوز السودان بثلاثية ويكتفي بالتعادل1/1 مع
زامبيا ليتصدر مجموعته أيضا, قبل ان ينجح في اقصاء الفريق الانجولي
المتحفز بالفوز عليه1/2
وليس هناك ما يمكن أن يخفيه طرف علي
الآخر فنحن أمام فريقين التقيا خمس مرات في السنوات القليلة الأخيرة,
ودرسا بعضهما جيدا في هذه البطولة التي خاضا فيها ربع مباريات كفيلة بأن
تسقط عنهما ورقة التوت, كما أنه يعد من قبيل المبالغة القول بان هناك
استعدادا خاصا للموقعة المرتقبة الليلة لأن الفاصل الزمني48 ساعة فقط لا
يمكن لاي مدرب مهما كانت قدراته في أن يحدث تغييرا أو تحريكا فيها,
اللهم ما إلا إذا كانت شحنة معنوية وإعدادا معنويا ونفسيا يزيد من دوافع
الفوز ويقلل من هواجس الخوف والقلق!
ولايعني الثبات الملحوظ في
مستوي الفريق الإيفواري واندفاعه باحثا عن بطولة ثانية في تاريخه كان قاب
قوسين أو أدني منها عندما لعب نهائي البطولة الأخيرة معنا أن حامل اللقب
نفد رصيده وأنه اكتفي بما استهدفه وهو الوصول الي المربع الذهبي, وإنما
زادت االطموحات, ولعبت في العقول والصدور آمال الفوز باللقب للمرة
الثانية علي التوالي, أو علي الأقل التاهل للمبارة النهائية, كما
منتخبنا لديه من الخبرة والدراية والكفاءة والعناصر الفردية ما يجعله ندا
في هذه المباراة, ويرفع من نسبة فوزه حتي لو كان منافسه من ذلك النوع
الذي يكتسح كل من بطريقه, ولكن الأمر? بالتاكيد? سيكون مختلفا عند
التعامل مع فريق في حجم وسمعة المنتخب المصري بما يملكه أيضا من وسائل
حماية تاريخية تجعل من يواجهه يرهب جانبه حتي لو لم يكن في حالته
الطبيعية!
ولا يمكن ان نكيل لمنتخب مصر بنفس المكيال الذي كلنا
به لكل الفرق التي سقطت تحت أقدام الأفيال وهو ما يؤكد ان المباراة في
الملعب, ولا يمكن التكهن بالفريق الفائز وسعيد الحظ الذي يلعب المباراة
النهائية في ظل ما بين الفريقين من تقارب وتشابه ووعي تكتيكي وخططي حسن
شحاتة المدير لفني لمنتخبنا قال إن الفريق جاهز تماما للمباراة ولا ينقصه
سوي التوفيق ودعوات الشعب المصري, ولا يقلقه أو يخيفه الفريق الإيفواري
إلا بالقدر الإيجابي الذي يجعله يحتاط ياخذ حذره ويضع الطريقة المناسبة
لمواجهته والتعامل معه, كما أنه ليس منزعجا من ضغط مباريات البطولة
اعتبارا من دور الثمانية لانه جهز اللاعبين لذلك في فتترة الإعداد ولا
يساوره أي شيء في ان اللياقة البدنية في مستوي مطمئن ويمكن أن يواصل
الفريق بنفس القوة المباراة حتي نهايتها ولو وصل الامر الي وقت اضافي!
ويبقي
التأكيد علي ان الفريق الأطول نفسا, وايضا الأكثر تركيزا هو الذي سينال
شرف اللعب في اكرا المباراة النهائية مع الفائز من غانا والكاميرون وإذا
كان موقف محمد زيدان لم يتحدد بعد, وفي ظل عدم وجود ايقافات يبقي
الاحتمال الارجح ان يلعب منتخبنا بنفس التشكيل الذي لعب به مباراة انجولا
في دور الثمانية مع تغييرات بسيطة, تهدف الي التركيز علي زيادة الكثافة
العددية في منطقة وسط الملعب للتحكم في اللقاء وفرض الإيقاع الذي نريده,
و التامين الدفاعي مع الاعتماد علي الهجمات المرتدة السريعة التي يمكن ان
نحسم بها الموقف